بدأ المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) أعماله في العاصمة السعودية الرياض التي اُتخذت مقراً له وذلك بعد تدشينه على هامش القمة العربية الإسلامية الأمريكية والتي عقدت في الرياض، وحملت في طياتها رغبة دولية كبيرة وصارمة تجاه تقويض الارهاب وتجفيف مصادر تغذيته، وذلك عن طريق ثلاث مرتكزات: فكرية وإعلامية ورقمية . ويسعى المركز فكرياً إلى تعزيز الجانب المرتبط بمحاربة التطرف بما فيه من تفنيد خطاب الإقصاء وترسيخ مفاهيم الاعتدال وتقبل الآخر، كمل يعمل المركز إعلامياً على التفوق على إعلام الفكر المتطرف وكشف أكاذيب دعاياته الترويجية من خلال صناعة محتوى مؤثر لتعزيز ثقافة الاعتدال. وقال الدكتور ناصر البقمي الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) " إن المرتكز الرقمي لمركز (اعتدال) يقوم على رصد وتقويض الأنشطة الرقمية للفكر والجماعات المتطرفة، ودعم الجهات ذات الصلة في نشر الفكر المعتدل ومكافحة التطرف الرقمي ". وأضاف البقمي " فريق المركز سوف يستخدم أحدث التقنيات التي يمكنها تحديد الخطاب المتطرف بدقة وسرعة قياسية، جنباً إلى جنب مع نخبة من الخبراء المتخصصين والبارزين في مجال مكافحة الخطاب الإعلامي المتطرف على كافة وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية". وحول أهمية انشاء المركز في هذا التوقيت قال الأمين العام للمركز " أن عديدا من البلدان الإسلامية حول العالم تقاتل ـ لوحدها ـ التطرف، وما يسببه من إرهاب، بيد أن تصاعد التطرف العنيف في العالم يمثل أحد أكبر المشاكل التي تواجه العالم اليوم، مضيفا:" إن قوى التطرف تهدد أساسيات مجتمعنا وتعرضها للخطر، وبالتالي فإنه من واجبنا أن نحارب معاً في سبيل أن ننتصر ونحمي حضارتنا. فنحن في المملكة العربية السعودية نعتقد أن على جميع الدول أن تعمل معاً وتنسق جهودها لمكافحة الفكر المتطرف". ويهدف المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) إلى تعزيز أسس التعاون الدولي ورفع مستوى الوعي العام بشأن أفضل السبل والممارسات لمواجهة الخطاب الإعلامي المتطرف سواء كان ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المنصات العامة الأخرى على الإنترنت، و طوّر المركز تقنيات مبتكرة إلكترونياً مفتوحة المصدر ، يمكنها رصد ومعالجة وتحليل الخطاب المتطرف بدقة عالية، كما أن جميع مراحل معالجة البيانات وتحليلها يتم في غضون 6 ثوان فقط من لحظة توفر البيانات أو التعليقات على الإنترنت، بما يتيح مستويات غير مسبوقة في مكافحة الأنشطة المتطرفة في الفضاء الرقمي وبشكل متواصل وآني. وحول مستوى الشفافية والحوكمة في أداء المركز واستقلاليته، يؤكد الدكتور البقمي، إن اختيار ممثلي مجلس إدارة المركز المكون من (21) عضوا من جميع الدول أو المنظمات أو الجهات ذات الاهتمام يعكس استقلالية أداء المركز الذي يعمل وفق نظام حوكمة رشيدة، ورؤية تكاملية وبمعايير عالمية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة". ويشير الدكتور البقمي، لاستراتيجيات المركز في تحقيق أهدافه المعلنة في وثيقة التأسيس بالقول : "من المقرر أن يوفر المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، الذي يعمل مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية، حاضنة مناسبة لدعم التعاون الدولي في مواجهة الفكر المتطرف، وسنعمل بشكل متواصل وبلا هوادة من أجل القضاء على التطرف والإرهاب وتعزيز روح وثقافة التسامح". الجدير بالذكر أن التقنية الإلكترونية في المركز تعمل بمختلف اللغات واللهجات، كما يجري تطوير نماذج تحليلية متقدمة لتحديد مواقع منصات الإعلام الرقمي، والتي ستتمكن بدورها من تسليط الضوء على البؤر المتطرفة، والمناطق السرية الخاصة بأنشطة الاستقطاب والتجنيد