إعادة تموضع الإرهاب٬أفغانستان النموذج
تشترك أفغانستان بحدود تصل إلى 1000 ميل مع كثير من دول منطقة آسيا الوسطى التي أعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عقب تفككه في 26 ديسمبر 1991 وإقرار مجلس السوفيت الأعلى في بيانه المسمى(H-142) ، وما أعقب ذلك من ظهور حركات راديكالية متطرفة في عدد من هذه الدول التي تربطها حدود مشتركة مع أفغانستان، مثل أوزبكستان، و قيرغيزستان، و طاجيكستان، وخاصة في منطقة (وادي فرغانة) بين هذه الدول الثلاث، لا تقل خطورة عن تنظيم القاعدة أو داعش، مثل أدولت «Adolat» أو «العدل»، والحركة الإسلامية لأوزبكستان (IMU)، وجنود الخلافة (JaK)، وجند الخلافة (ETIM)، وهي تنظيمات اشتركت في الحرب الأهلية الطاجيكية (1992- 1997)، وسعى بعضها إلى الإطاحة بالحكومة الأوزبكية في 1999.
كما، شكل الغزو السوفيتي لأفغانستان( 1979 –1989) عنصراً جاذباً للحركات الراديكالية في آسيا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، وقادت حالة السيولة السياسية وغياب الدولة نتيجة الصراع بين القوميات التي تصل إلى 21 قومية تتمركز الفارسية منها في المنطقة االوسطى، والأوزبكية - الطاجيكية في الشمال، وعلى الحدود الباكستانية في المنطقة الجنوبية القومية الباشتونية- إلى أن تتحول أفغانستان إلى قبلة لهذه الجماعات التي اختارت مقاطعاتها المختلفة ( قاعدة) لعقد الصفقات، وإعادة التنظيم، والتشكيل، والاتفاق على الأدوار التي تؤديها كل جماعة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وبات المجتمع الدولي عوضاً عن الشعب الأفغاني نفسه مهدداً وفق أجندة كل تنظيم، الحد الذي راح ضحية الصراع القائم بين الدولة الأفغانية وعناصر التنظيمات المتطرفة فيها وخلال عام 2017 فقط نحو 10400 مدني ، أكثر من 30 في المئة منهم أطفال - وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) - إضافة إلى ما لا يقل عن 445 ألف أفغاني تحولوا في 2017 إلى نازحين.
وفي 2001 كشفت الجغرافية الأفغانية مدى تلمس صناع القرار العالمي لخطورة هذا التمدد والتموضع للتنظيمات المتطرفة، وهو ما قاد إلى تحرك واشنطن بشكل سريع وعاجل للحضور في المشهد الأفغاني عقب تعرضها لأحداث 11 (سبتمبر) 2001، رغم بعد المسافة ما بين واشنطن وكابول.
قاد الصراع في فترات مختلفة بين قيادات القوميات الأفغانية المختلفة: برهان الدين رباني أحمد شاه مسعود (طاجيك) حكمتيار (بشتوني) دوستم (أوزبكي) - إلى اجتزاء واقتتال الأفغان، لتتوغل التنظيمات المتطرفة في عباءة هذه القوميات على حساب الدولة، لتشعل صراعات ما زالت حتى اليوم تعاني ويدفع ثمنها يوماً بعد آخر الشعب الأفغاني. (3)
إن الإرهاب لم يهاجم أسلوب الحياة في أفغانستان فقط، بل عمد إلى اختطاف الدولة جنباً إلى جنب مع محاولة اختطاف مقدراتها الطبيعية، بهدف تمويل أعمال تلك الجماعات والتنظيمات للسيطرة على المشهد الدموي النازف في أفغانستان، في محاولة لتفكيك المجتمع الأفغاني، وضمناً السيطرة على مقدرات هذا الشعب من ثروات تم الكشف عنها مؤخراً تتجاوز الأربع ترليون دولار،(2) ليقيم اقتصاداً موازياً لتمويل أنشطته وأهدافه الإرهابية ليس في أفغانستان وحدها بل في كل دول العالم.
أدى تهديد التنظيمات الإرهابية بإعادة تموضعها داخل أفغانستان مجدداً إلى فرار أكثر من خمسة ملايين أفغاني يعيشون الآن كلاجئين في إيران وباكستان - 2.7 مليون منهم بدون تسجيل أو وضع قانوني واضح بحسب الأمم المتحدة – عوضاً عن 479 ألف أفغاني تحولوا إلى نازحين، في محاولة مستميتة من هذه التنظيمات لإجهاض مستقبل الدولة الأفغانية التي تسعى بكل أدواتها نحو التعافي من أوضاع ظلت خلالها تحت وطأة هذه التنظيمات وأسلوبها القاتل في إدارة الحياة.
وحاولت كل من حركة "طالبان" و" القاعدة"، و "داعش" إلى فرض واقع جديد في أفغانستان قائم على زيادة عدد الهجمات الإرهابية، ورفع أرقام الضحايا، ورسم صورة ذهنية تبرز وجود بيئة أفغانية حاضنة للتطرف، وتوظيف هذه الصورة في تهديد المجتمع الدولي للضغط في اتجاهات استراتيجية محددة، وإعاقة تحرك البلاد نحو المستقبل، والتغول في إشعال الحروب والصراعات عبر معارك دموية مع الحكومة الأفغانية لتهديد أمن الأبرياء، والتناحر مع تنظيمات منافسة على حساب حياة ملايين الأفغان الذين يأملون بحياة خالية من رائحة البارود ومشاهد القتل، و جميعها مؤشرات ودلالات على إصرار هذه التنظيمات في رسم صورة ذهنية من شأنها إثارة علامات الخوف لدى المجتمع الأفغاني، لإحكام سيطرتها عليه، والاستيلاء على مقدراته.
بعد أعوام من فقدان حركة طالبان الحكم والأرض وانحسار سيطرتها على أفغانستان، عادت طالبان مجدداً إلى تفجير الأوضاع داخل الساحة الأفغانية بهدف إشاعة الفوضى والقضاء على الأمن، ومنح الفرصة لعناصر الحركة في السيطرة والتمدد بعدد من الجغرافيات الأفغانية.
ويرى المراقبون للشأن الأفغاني إن التساهل في عقد مفاوضات جزئية مع حركة طالبان في بعض الفترات من قبل مسؤولين محليين، كان دافعاً للحركة نحو تحقيق مطامع أكبر، خاصة مع إطلاق سراح الآلاف من عناصرها خلال العامين الماضيين، وعودتهم إلى ممارسة نشاطهم السابق في إرهاب المجتمع، معتبرين أن هذا التساهل وفر للحركة خيارات عدة لمنصات الدعم المالي عبر استغلالهم موارد المناطق التي يسيطرون عليها لخدمة أنشطتهم وتمويل عملياتهم.
كما، أدى تراجع القاعدة في أفغانستان وتأخر موقعها في خانة الدفاع عن نفسها بعد أن كانت أكبر التنظيمات ذات النفوذ هناك، إلى انفراد حركة طالبان بتصدر المشهد الدموي، في ظل محاولات موازية لتنظيم داعش نحو إيجاد موطئ قدم جديد له في أفغانستان، لتحويلها إلى منصة لإعادة لملمة عناصره عقب ما يتعرض له الآن من ضربات متلاحقة في العراق وسوريا، والفوز بنصيبه في موارد الدولة الأفغانية، مما ساهم في اشتعال حرب دموية واسعة بين التنظيمين تهدف للسيطرة على البلاد منذ 2015، وحولها إلى منصة لانطلاق عمليات إرهابية واسعة في العالم.
لا يعد الصراع الدائر الآن بين طالبان، و داعش في أفغانستان صراعاً من أجل تحقيق أياً من شعارات التنظيمين، بل هو صراع استراتيجي حول من يثبت جدارته وقوته في الحصول على مقدرات الشعب الأفغاني من ثروات طبيعية تم الكشف عنها مؤخراً، تتجاوز قيمتها وفق التقارير الاقتصادية الدولية أربعة ترليون دولار، بهدف تحقيق وفرة مادية تساعد أياً من التنظيمين المتطرفين في تحقيق أهدافهما.
هذا التحليل يتفق مع دراسة صادرة عن مركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت"، كشفت أن التنظيمات الإرهابية في أفغانستان ومن خلال استهدافها اقتصاد التعدين، تسعى إلى ما يمكن وصفه بـ"تأسيس بنك الإرهاب" لدعم عملياتهم الإجرامية عبر السيطرة على مناطق الثروات في هذا البلد الفقير.
قبل أشهر، كان من الصعوبة بمكان المقارنة بين تنظيمي طالبان، وداعش داخل الأراضي الأفغانية، أما اليوم فخارطة القوة تتغير لصالح طالبان، التي تكاد تنفرد بسيطرتها المطلقة وتحريكها لجيوبها القتالية الخلفية في بعض المناطق خارج نفوذها، على حساب داعش، والقاعدة، ساعدها في ذلك جملة من المعطيات أهمها نجاحها في تجنيد عناصر أكثر، خاصة في المناطق الريفية والنائية، وانتهاجها أسلوباً هجومياً ضد داعش، مستخدمة مفاهيم وطنية محلية لتحقيق هدفها في الاستحواذ على المشهد الأفغاني، إضافة إلى قدرتها على توفير ملاذات آمنة لعناصرها، واستثمارها لرصيدها التراكمي في صفحات التطرف داخل أفغانستان، ما منحها ميزة إضافية في تجنيد عناصر محلية جديدة.
وإن كان هذا لا يعني عدم وجود نقاطاً مشتركة بين التنظيمين، بل توجد نقاطاً يراها بوضوح وألم كل من يعاني منهما، فكلاهما يسعيان إلى توسيع وإيجاد منطقة نفوذ جديدة لهما، وكلاهما يصران على العودة إلى واجهة الأحداث، وكلاهما لديهما نفس المشكلة مع كل من يخالفهما فكرياً ومذهبياً وسياسياً، إضافة إلى تبنيهما لسلسلة عمليات هجومية ضد أهداف مدنية وعسكرية بما فيها مراكز تدريب تابعة للجيش والشرطة الأفغانية، تهدف إلى كسب أراض جديدة تؤهلهما للقفز على ما تبقى من أفغانستان.
إن هدف تنظيمات الإرهاب ليس إيقاف الحياة في المناطق التي يسيطرون عليها وحسب، بل واستغلال أي شيء يقع تحت أيديهم لتمويل مشاريعهم التدميرية.
لا يعد الصراع الدائر الآن بين طالبان، و داعش في أفغانستان صراعاً من أجل تحقيق أياً من شعارات التنظيمين، بل هو صراع استراتيجي حول من يثبت جدارته وقوته في الحصول على مقدرات الشعب الأفغاني من ثروات طبيعية تم الكشف عنها مؤخراً، تتجاوز قيمتها وفق التقارير الاقتصادية الدولية أربعة ترليون دولار، بهدف تحقيق وفرة مادية تساعد أياً من التنظيمين المتطرفين في تحقيق أهدافهما.
هذا التحليل يتفق مع دراسة صادرة عن مركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت"، كشفت أن التنظيمات الإرهابية في أفغانستان ومن خلال استهدافها اقتصاد التعدين، تسعى إلى ما يمكن وصفه بـ"تأسيس بنك الإرهاب" لدعم عملياتهم الإجرامية عبر السيطرة على مناطق الثروات في هذا البلد الفقير.
قبل أشهر، كان من الصعوبة بمكان المقارنة بين تنظيمي طالبان، وداعش داخل الأراضي الأفغانية، أما اليوم فخارطة القوة تتغير لصالح طالبان، التي تكاد تنفرد بسيطرتها المطلقة وتحريكها لجيوبها القتالية الخلفية في بعض المناطق خارج نفوذها، على حساب داعش، والقاعدة، ساعدها في ذلك جملة من المعطيات أهمها نجاحها في تجنيد عناصر أكثر، خاصة في المناطق الريفية والنائية، وانتهاجها أسلوباً هجومياً ضد داعش، مستخدمة مفاهيم وطنية محلية لتحقيق هدفها في الاستحواذ على المشهد الأفغاني، إضافة إلى قدرتها على توفير ملاذات آمنة لعناصرها، واستثمارها لرصيدها التراكمي في صفحات التطرف داخل أفغانستان، ما منحها ميزة إضافية في تجنيد عناصر محلية جديدة.
وإن كان هذا لا يعني عدم وجود نقاطاً مشتركة بين التنظيمين، بل توجد نقاطاً يراها بوضوح وألم كل من يعاني منهما، فكلاهما يسعيان إلى توسيع وإيجاد منطقة نفوذ جديدة لهما، وكلاهما يصران على العودة إلى واجهة الأحداث، وكلاهما لديهما نفس المشكلة مع كل من يخالفهما فكرياً ومذهبياً وسياسياً، إضافة إلى تبنيهما لسلسلة عمليات هجومية ضد أهداف مدنية وعسكرية بما فيها مراكز تدريب تابعة للجيش والشرطة الأفغانية، تهدف إلى كسب أراض جديدة تؤهلهما للقفز على ما تبقى من أفغانستان.
إن هدف تنظيمات الإرهاب ليس إيقاف الحياة في المناطق التي يسيطرون عليها وحسب، بل واستغلال أي شيء يقع تحت أيديهم لتمويل مشاريعهم التدميرية.
منذ 2009 وحركة طالبان تعمل على خلق مصادر دخل جديدة تحقق لها ملايين الدولارات، وتمكنها من زيادة أنشطتها الإرهابية وتوسيع رقعة عملياتها الإرهابية.
هذه قائمة بأهم مصادر تعتمد عليها طالبان في تمويل عملياتها:
تعرف أفغانستان تاريخياً بأنها إحدى الممرات الجغرافية العالمية المهمة، لكنها تحولت منذ نحو ثلاثة عقود إلى نقطة التقاء للهجرات الدموية لعناصر الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي عاثت بأمن أفغانستان، وحولتها إلى الدولة الأكثر تعرضاً للخطر في آسيا والعالم. هنا أبرز عملاء الموت في أفغانستان طوال تاريخها الدامي:
حقاني:
تاريخ ظهورها الأول عام 1996، ثم عادت مجدداً في 2011، نشاطها في أفغانستان وباكستان، ومركزها مدينة ميرانشاه، عدد عناصرها يصل إلى عشرة آلاف، مؤسس الشبكة جلال الدين حقاني، قائد ها هو سراج الدين حقاني.
حقاني:
تاريخ ظهورها الأول عام 1996، ثم عادت مجدداً في 2011، نشاطها في أفغانستان وباكستان، ومركزها مدينة ميرانشاه، عدد عناصرها يصل إلى عشرة آلاف، مؤسس الشبكة جلال الدين حقاني، قائد ها هو سراج الدين حقاني.
حركة طالبان:
تاريخ ظهورها الأول 1994، وتتمركز في جنوب وشرق البلاد، ويقدر عدد عناصرها بالآلاف، ومؤسسها هو الملا محمد عمر، وقائدها الحالي هو الملا هيبة الله أخونزاده.
داعش في أفغانستان "ولاية خراسان":
تاريخ ظهورها 2015، تنشط في منطقة نانغارهار، وعدد عناصرها يقارب 1300 عنصر، ومؤسسها هو أبو بكر البغدادي، وقائدها الحالي لم يعلن عنه رسمياً بعد مقتل حافظ سعيد خان.
القاعدة:
تاريخ ظهورها في 1988، وبدأ نشاطها في أفغانستان وباكستان ومناطق مختلفة من العالم، وعدد عناصرها غير محدد، ومؤسسها أسامة بن لادن، وقائدها الحالي أيمن الظواهري .
داعش في أفغانستان "ولاية خراسان":
تاريخ ظهورها 2015، تنشط في منطقة نانغارهار، وعدد عناصرها يقارب 1300 عنصر، ومؤسسها هو أبو بكر البغدادي، وقائدها الحالي لم يعلن عنه رسمياً بعد مقتل حافظ سعيد خان.
تصنف أفغانستان كواحدة من أعلى الدول التي تقدم فيها الفتيات على الانتحار نتيجة سياسات التشدد الذي بدأ مع بدايات الحرب الأهلية وانتشار الإرهاب والتطرف بها، وعانت المرأة الأفغانية جراء وصول جماعات متطرفة إلى الحكم في منتصف التسعينيات الميلادية.
هنا رصد لأهم المحطات في تاريخ المرأة الأفغانية:
1921
افتتاح أول مدرسة للبنات في أفغانستان تحت اسم "Masturat" وتعني"محتشمات".
1920 - 1960
منح الدستور الأفغاني المرأة حق التصويت والمساواة.
1923
صدر قانون بمنح المرأة الأفغانية (حرية الانتخاب).
1928
التحقت المجموعة الأولى من النساء الأفغانيات بالمدارس في أوروبا وتعد "ادينا نيازي" أول امرأة أفغانية تتعلم في الخارج.
1940 -1950
أصبحت النساء ممرضات وطبيبات ومعلمات.
1959-1965
التحقت النساء بالجامعة ودخلن القوى العاملة والخدمة المدنية بأعداد كبيرة.
1963
تخرج النساء في كليتي الطب والحقوق بجامعة كابول.
1960-1970
حوالي 8 في المئة من الإناث في أفغانستان يحصلن على دخل مستقل عبر وظائف حكومية في الصحة والتعليم والشرطة والجيش وشركات الطيران، ومصانع النسيج، والسيراميك، وتجهيز الأغذية، وغيرها.
1966-1971
تعيين 14 امرأة قاضية في محاكم الفقه الإسلامي.
1989
بداية نهاية عصر الحقوق للمرأة الأفغانية حين اندلعت الحرب الأهلية في أفغانستان.
حوصرت حقوق النساء في مجموعة من القرارات المجحفة من أهمها:
السماح بزواج القاصرات، منع تعليم الفتيات٬ منع عمل النساء، ومنع الخروج من المنزل إلا بمرافق من عائلتها.
تتعرض المرأة الأفغانية الآن إلى :
العنف الجسدي ٬ التحرش الجنسي ٬ غياب الدعم الاقتصادي ٬ الاتجار بهن ٬ القتل ٬ الإغتصاب والجلد في الاماكن العامة.
تصنف أفغانستان كواحدة من أعلى الدول التي تقدم فيها الفتيات على الانتحار نتيجة سياسات التشدد الذي بدأ مع بدايات الحرب الأهلية وانتشار الإرهاب والتطرف بها، وعانت المرأة الأفغانية جراء وصول جماعات متطرفة إلى الحكم في منتصف التسعينيات الميلادية. هنا رصد لأهم المحطات في تاريخ المرأة الأفغانية:
%75 من الوفيات بسبب الإرهاب تقع في هذه الدول
كشف مؤشر الإرهاب العالمي لعام2017 عن احتلال أفغانستان المرتبة الثانية بعد العراق في تسجيل أكبر نسبة للوفيات على مستوى العالم نتيجة للعمليات الإرهابية.
واستحوذت كل من العراق، أفغانستان، نيجيريا، باكستان، وسوريا - بحسب المؤشر - على ثلاثة أرباع نسبة الوفيات العالمية بسبب الإرهاب، ورغم ضخامة أرقام ضحايا الإرهاب في أفغانستان خلال 2017، إلا أن المؤشر العالمي رصد تراجعاً في أعداد الضحايا مقارنة بالعام 2016 بلغ نحو 14% في المئة.
وفي تصنيف الجماعات الإرهابية احتلت حركة طالبان المرتبة الثالثة بعد كل من داعش، وبوكو حرام.
وبالمقارنة مع تنظيم القاعدة استحوذت طالبان على 59 في المئة من عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة لأعمالها الإرهابية في 2016 و2017.
تراجع عدد ضحايا حركة طالبان من المديين الأفغان خلال الفترة من 2016 – 2017 بنسبة 21 في المئة، فيما زاد عدد ضحايا عملياتها الإرهابية من العسكريين، وذلك بعد تغيير استراتيجيتها بالضغط على موظفي الدولة وأفراد القوات العسكرية والشرطة، بغرض تحقيق التوسع الجغرافي.
وفيما يتعلق بتنظيم القاعدة في أفغانستان، فقد تراجع عدد الضحايا الذين تساقطوا بسبب نشاط التنظيم بنسبة 35 في المئة، لوجود صراع على القيادة يدور بقوة الآن بين حمزة بن لادن، وأيمن الظواهري.
الإعلان عن إنشاء حركة طالبان (جمع كلمة طالب في لغة البشتو)، تكونت من طلاب دين، نشأت في ولاية قندهار جنوب غرب أفغانستان.
تسيطر طالبان على العاصمة كابول وتتمكن من إنشاء ما يسمى بـ( إمارة أفغانستان الإسلامية)، حيث كانت الحركة قبل ذلك تسيطر على نحو 50 في المئة، من الأراضي الأفغانية باستثناء الجزء الشمالي الشرقي.
حولت القاعدة الأراضي الأفغانية إلى منصة لوجستية لإطلاق عملياتها الإرهابية نحو كل دول العالم، وحولت جبال أفغانستان إلى معسكرات لتدريب المتطرفين فيما بات يعرف بـ "الأفغان العرب"
رفضت طالبان تسليم أسامة بن لادن أوطرد تنظيم القاعدة من الأراضي الأفغانية في أعقاب هجمات 11سبتمبر 2001، وفي العام ذاته تعرضت للهزيمة من قبل التحالف الدولي وفرّ أبرز قادتها مثل الملا محمد عمر الذين عبر بعضهم الحدود الأفغانية - الباكستانية ليسقط بعد ذلك حكمها داخل أفغانستان.
عادت طالبان إلى واجهة الأحداث بعد اختطاف 21كورياً جنوبياً أغلبهم من النساء بهدف الضغط على الحكومة المحلية لإطلاق سراح سجناء تابعين للحركة، وهي أكبر عملية خطف تقوم بها طالبان منذ سقوطها عام 2001، بعدها بعام نجا الرئيس الافغاني حامد كرزاي من محاولة اغتيال قامت بها تنظيمات إرهابية من ضمنها حركة طالبان.
توسعت طالبان انطلاقاً من المناطق الريفية وسيطرت على عدة مناطق في الجنوب الأفغاني، وخلال العام ذاته فشلت في إعاقة عملية الانتخابات الرئاسية الثانية بعد إحباط عملياتها الموجهة ضد مراكز الاقتراع.
ظهر تنظيم داعش في ولايات جنوبية وشرقية في كابول وجلال أباد، وفي العام ذاته أعلن "لواء التوحيد" و "أنصار الخلافة" و "الجهاد" و "جند الله" المنشقة من حركة طالبان باكستان ولائها للتنظيم. سيطر التنظيم على مناطق شرق أفغانستان، وانطلق تحت مسمى (ولاية خراسان)
تُحكم الحركات والتنظيمات الإرهابية يوماً بعد يوم قبضتها على مناطق مهمة داخل أفغانستان وبحسب تقارير من هناك، فإن أكثر من نصف سكان أفغانستان يعيشون في مناطق تسيطر عليها تلك التنظيمات أو معرضون لنار إرهابها وعملياتها التدميرية. وهذه أبرز الأقاليم التي تعاني من نشاط الإرهاب أكثر من غيرها: