اعتدال

Edit Content
  1. الرئيسية
  2. إضاءات
  3. حماية وعي الأطفال من الفكر المتطرف

حماية وعي الأطفال من الفكر المتطرف

إن من أخطر إستراتيجيات التنظيمات القائمة على الفكر المتطرف، هي محاولاتها المتكررة في اختطاف وتشويه وعي الفئات المجتمعية خصوصًا صغار السن منهم، إلا أن نجاح مثل هكذا إستراتيجيات يظل رهنًا بمدى قدرتها على التسلل نحو الأطفال خصوصًا في مرحلة بدايات تشكيل فكرهم عبر المدرسة أو الأسرة أو الدوائر القريبة من محيطهم، فكلما تمكنت تلك التنظيمات من تحقيق ذلك الهدف، كلما ضمنت في الأخير إرهاق ومعاناة المجتمعات مع أجيالها المقبلة، والتي تصرفهم بها عوض المشاركة في بناء مجتمعاتهم ونهضتها نحو تدميرها وتهديد مكتسباتها، وفي ذلك نقاط عدة من بينها:  

  • أولًا، يجب التعاطي مع موضوع حماية وعي الأطفال بجدية كاملة، ومكافحة محاولات تشويهه من قِبل ذوي الأفكار المتطرفة، والتعاون في إحباط تلك المحاولات باهتمام تام، وعدم السماح لصوت المتطرف بالاقتراب منه خصوصًا وأن ذلك حق أصيل من حقوق الطفل على أسرته ومحيطه ومجتمعه، والوعي بأن أي تراخ في شأن ذلك قد يكون سببًا في تهديد أسس وثوابت المجتمع، وزيادة سلوك العنف والتشدد بين مكوناته.
  • ثانيًا، ضرورة التعاون في كشف وتفنيد الإستراتيجيات الاستقطابية التي يتوسلها المتطرف في استمالة الأطفال، سواءً تلك القائمة على ترويجه لبطولات زائفة، أو غيرها من المحاولات التي تُعلي من شأن العنف على اعتباره بطولة ونوع من أنواع الفخر والاعتزاز بالنفس، خصوصًا وأن التكوين النفسي في هذه المرحلة لدى صغار السن يجعلهم ينحون غالبًا إلى محاكاة من يعتقدون أنهم يمثلون دور الشخوص البطولية، وهو ما يدفع البعض منهم إلى تقمص دور المتطرف، ظنًا منه أن ذلك نوع من أنواع البطولة ذات الصيغ العقائدية أو المجتمعية، ما قد يمثل في الأخير بوابة مشرعة نحو الانخراط التنظيمي في مسالك الإرهاب والعنف، لذا فإن التعاون في كشف الوجه المقيت للمتطرف يُعد مسلكًا فعالًا في إبطال مثل هكذا إستراتيجيات وحيل.
  • ثالثًا، تستغل التنظيمات المتطرفة النزعة الدينية لدى بعض صغار السن، وتعمد تشويه نضجهم الفكري بتوظيفات مضللة لبعض النصوص بعيدًا عن سياقاتها الحقيقية، من أجل زيادة عدد عناصرها، أو الدفع بهؤلاء الصغار نحو ارتكاب العنف ضد أنفسهم أو محيطهم وأقرب الناس إليهم بزعم أن ذلك إنما هو من صحيح الدين، لذا يلزم رفع مستوى حماية هؤلاء الأطفال أو القُصَر من المرويات الزائفة خصوصًا الدينية منها، التي تقدَّم على أساس أنها نموذج عقائدي صحيح و يُحتذى، رغم أنها مليئة بالضلالات والتحريفات.
  • رابعًا، إن من حق الأطفال وصغار السن على محيطهم ومجتمعهم، عدم التعرض لما يمكن أن يشكل خطرًا على وعيهم النفسي والفكري والاجتماعي والعقائدي، ورفع مستوى الوعي بأهمية الدفع بهم نحو التفاعلات المجتمعية الإيجابية، وزيادة المدارك المعرفية لديهم بما يثري في نفوسهم قيم التمسك بوحدة مجتمعاتهم، ورفض الأفكار الدافعة نحو هدمها أو تقويض أركانها.
  • ختامًا، إن تفنيد وكشف حيل مسارات التنظيمات المتطرفة خصوصًا على شبكات التواصل الاجتماعي، والتعاون في الحد من انتشار محتوياتها وأفكارها، والعمل على تقديم  محتويات بديلة تكفي قيمها في صرف أنظار أطفالنا وصغار السن في المجتمع عن قتامة تلك المحتويات وبؤسها، هي إستراتيجية ناجحة في مكافحة الفكر المتطرف وحماية المجتمع من حيله ومخاطره على واقع ومستقبل أجيالنا الحالية والمقبلة.