إن المكونات الثقافية من الأهمية بمكان حيث يمكن اعتبارها جامعة إنسانية شاملة تلتقي بها وفيها كل الرؤى التي تشكّل حاضر ومستقبل المجتمع وتعزّز من تمسكه بالانتماء لحضارته، هذا الانتماء الذي لا ينبغي أن يمنع بحال من الأحوال بينه وبين الانتماء إلى الجماعة البشرية الكبرى، لذا فبناء وشائج من التواصل بين ما نمتلكه من حضارات وثراء ثقافي وتراثي، وما تمتلكه مجتمعات إنسانية أخرى في مناطق مختلفة حول العالم، هو في الواقع إثراء لمسارات التواصل الإنساني الفكري والقيمي، وتعزيز للتطور عبر البحث على ما يجمع أكثر من التركيز على ما يفرق، وعبر قواسم تُغلّب المصلحة الإنسانية على غيرها من المصالح، خصوصًا وأن الأمر يتعلق بتقارب يبتعد في الأساس عن كل حالات التسوية الانتهازية التي قد يقوم بها المتطرفون فيما بينهم، أو يضطرون إليها في سياقات خاصة مع غيرهم من المختلفين معهم في الدين أو العرق أو اللون، وفي ذلك يمكن إيجاز الأبعاد التي تُشكّل واقع المكونات الثقافية والفكرية الجامعة للحضارات المختلفة، عبر نقاط من بينها:
أولًا: لا يمكن بحال أن تكتفي الحضارة بذهنية واحدة، فطبيعة التفاوت الفكري بين الأجيال داخل المجتمعات، يفسّر التباين الحاصل أحيانًا بين تصور كل جيل للمكونات الزمنية للحياة، حيث إن دلالة الماضي والمستقبل ليست هي نفسها عند الجميع، لذا فمن الضروري مكافحة محاولات الجماعات والتنظيمات المتطرفة فرض أفكارها الأحادية على مجتمع بأكمله، مهما حاولت تلك الجماعات والتنظيمات توظيف الجوانب الدينية أو الاجتماعية في تمرير أو تبرير خطاباتها وإيديولوجياتها.
ثانيًا: من المهم صون الحياة في كل ما نقبل عليه من أعمال، لذا فمن غير الجائز المس بحرمة هذه الحياة تحت أي ذريعة، فإذا كان المتطرف ينظر إلى أرواح الناس باعتبارها ثمنًا لفرض خطاباته وأهدافه التدميرية، فإن رؤية الاعتدال في إطار مبدأ الواجب ترى أن قيمة الحياة لا تقدّر بثمن، وأنها أكبر من كل الموازنات والمزايدات التي تروّج لها جماعات وتنظيمات الفكر المتطرف، وأن حمايتها هي أولوية لدى المجتمع.
ثالثًا: إن صون الحياة والحفاظ عليها وتوفير كل السُبل الممكنة لتطويرها وتنميتها يكون بهكذا معنى تحديًا حضاريًا يستدعي الانضباط إلى مبدأ الواجب في صورته الكونية، فلا يصح تحت أي مبرر من المبررات، أن نؤذي مستقبل الإنسانية، أو أن نكون كما تريد الجماعات والتنظيمات المتطرفة مجرد أدوات لتهديد وتدمير المجتمعات تحت أي ذريعة، بل إن الواجب الحضاري يتطلب منا التعاون على بناء الإنسانية وتطويرها خصوصًا وأن ذلك سيعود حتمًا بالفوائد الكبرى على حياتنا، وتطوير مجتمعنا، والذي يقود في الأخير نحو بناء صورة ذهنية قوية عن المجتمع بمفاهيمه من حيث القوة والاستقرار.
رابعًا: إن كل الحضارات تمتلك في طياتها قابلية لهذه الكونية، وهي هنا تصبح أكثر وضوحًا بقدر ما تمتلكه من قدرات على مقاومة محاولات التفكير المتطرف والمنغلق في التسلل إلى مكوناتها الثقافية وقيمها التراثية، وبقدر إيمانها بضرورة الاعتدال كمفتاح وترياق ضد الوقوع في التطرف كيفما كان شكله.
ختامًا، إن التمسك بمكونات المجتمع الثقافية دافع مهم نحو تطوير الحاضر وتنميته ونهضته، وبناء أجيال قادرة على التعايش والتواصل الإنساني، بل وقادرة أكثر على التفاعل مع الآخر وإثراء مكتسباتها المعرفية لتكون دائمًا محركًا إيجابيًا وعاملًا رئيسًا وناجزًا في مسارات تنفيذ خطط مجتمعها التنموية الشاملة والمستدامة.
أولًا: لا يمكن بحال أن تكتفي الحضارة بذهنية واحدة، فطبيعة التفاوت الفكري بين الأجيال داخل المجتمعات، يفسّر التباين الحاصل أحيانًا بين تصور كل جيل للمكونات الزمنية للحياة، حيث إن دلالة الماضي والمستقبل ليست هي نفسها عند الجميع، لذا فمن الضروري مكافحة محاولات الجماعات والتنظيمات المتطرفة فرض أفكارها الأحادية على مجتمع بأكمله، مهما حاولت تلك الجماعات والتنظيمات توظيف الجوانب الدينية أو الاجتماعية في تمرير أو تبرير خطاباتها وإيديولوجياتها.
ثانيًا: من المهم صون الحياة في كل ما نقبل عليه من أعمال، لذا فمن غير الجائز المس بحرمة هذه الحياة تحت أي ذريعة، فإذا كان المتطرف ينظر إلى أرواح الناس باعتبارها ثمنًا لفرض خطاباته وأهدافه التدميرية، فإن رؤية الاعتدال في إطار مبدأ الواجب ترى أن قيمة الحياة لا تقدّر بثمن، وأنها أكبر من كل الموازنات والمزايدات التي تروّج لها جماعات وتنظيمات الفكر المتطرف، وأن حمايتها هي أولوية لدى المجتمع.
ثالثًا: إن صون الحياة والحفاظ عليها وتوفير كل السُبل الممكنة لتطويرها وتنميتها يكون بهكذا معنى تحديًا حضاريًا يستدعي الانضباط إلى مبدأ الواجب في صورته الكونية، فلا يصح تحت أي مبرر من المبررات، أن نؤذي مستقبل الإنسانية، أو أن نكون كما تريد الجماعات والتنظيمات المتطرفة مجرد أدوات لتهديد وتدمير المجتمعات تحت أي ذريعة، بل إن الواجب الحضاري يتطلب منا التعاون على بناء الإنسانية وتطويرها خصوصًا وأن ذلك سيعود حتمًا بالفوائد الكبرى على حياتنا، وتطوير مجتمعنا، والذي يقود في الأخير نحو بناء صورة ذهنية قوية عن المجتمع بمفاهيمه من حيث القوة والاستقرار.
رابعًا: إن كل الحضارات تمتلك في طياتها قابلية لهذه الكونية، وهي هنا تصبح أكثر وضوحًا بقدر ما تمتلكه من قدرات على مقاومة محاولات التفكير المتطرف والمنغلق في التسلل إلى مكوناتها الثقافية وقيمها التراثية، وبقدر إيمانها بضرورة الاعتدال كمفتاح وترياق ضد الوقوع في التطرف كيفما كان شكله.
ختامًا، إن التمسك بمكونات المجتمع الثقافية دافع مهم نحو تطوير الحاضر وتنميته ونهضته، وبناء أجيال قادرة على التعايش والتواصل الإنساني، بل وقادرة أكثر على التفاعل مع الآخر وإثراء مكتسباتها المعرفية لتكون دائمًا محركًا إيجابيًا وعاملًا رئيسًا وناجزًا في مسارات تنفيذ خطط مجتمعها التنموية الشاملة والمستدامة.