أوضح، سعادة الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الدكتور منصور الشمري، أن الإنسانية لا تعرف سوى التسامح والتعايش وتقبل الآخر، وترفض كل ما يفرّق ولا يجمع، معربًا خلال استقباله في مقر المركز بالرياض اليوم (الخميس) 12 (مايو) 2022م، وفدًا دوليًا من القيادات الدينية حول العالم (من المسلمين ـ اليهود ـ المسيحيين ـ الهندوس ـ والبوذيين).
وقال، سعادته في كلمة له بهذه المناسبة،” إن العالم يمر بتحولات لا تخفى على أحد، ومتغيرات لم تخلو من تصاعد حدة الخطابات المتطرّفة وتداعيات ما بعد جائحة كورونا وصراعات جديدة ضاعفت من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم فإن هذه المتغيرات غير التقليدية تتطلب تعاطيًا غير تقليدي وأكثر مرونة من ذي قبل، يرتكز على الشراكة في التعامل مع هذه التحديات العالمية التي لا ترتبط بدين أو عرق أو ثقافة أو مكان”.
وأضاف، “في ظل التطورات الاتصالية والثورات التقنية وخصوصًا فيما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي، وما يمثله ذلك من نقلة تقدمية إلا أنها تزيد من أعباء التعامل مع التحديات التي من بينها انتشار المحتويات المتطرفة بصورة متسارعة، تستهدف بصورة رئيسة فئات الشباب بل وصغار السن تحديدًا، وهو ما يجعلنا أمام حاجة مُلحة لتضافر الجهود حتى لا نصطدم بواقع أكثر تعقيدًا في المستقبل، كما ندعو إلى أهمية صياغة إستراتيجيات مشتركة للتعاطي مع تلك التحديات، على أن تكون قادرة على الوصول إلى هذا العالم التقني والرقمي الجاذب للشباب وصغار السن، كما نؤكد على تمكين المرأة لتمارس دورها الرئيس في رسم الإستراتيجية إيمانًا بدورها في المجتمع”، مؤكدًا “إننا هنا جميعًا من مختلف الثقافات والأديان والحضارات تجمعنا الإنسانية التي لا تعرف سوى التسامح والتعايش وتقبل الآخر، وبالمقابل ترفض كل ما يفرّق ولا يجمع ومن ثم فإننا نشترك في هدفٍ واحد هو السلام والاستقرار للجميع، والوصول إلى عالم أكثر اعتدالًا حتى نترك لأجيالنا المقبلة واقعًا أكثر أمنًا واستقرارًا”.
واختتم سعادته كلمته بالقول “من هذا المنطلق، فإننا نؤكد دعم الجهود المشتركة في مكافحة الأفكار والإيديولوجيات المتطرفة، والتعاون المثمر في دعم وبناء القدرات الدولية للتعامل مع ظاهرة التطرف واستخدام شبكات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتشددة، كما نؤكد على أهمية تعزيز قيم التعايش والتفاهم والوئام الإنساني بين الأديان والحضارات والشعوب بمكوناتها المختلفة التي تضمن حالة الاستقرار والسلام والوئام للعالم أجمع”.