استطاع الفضاء السيبراني الذي شكله الإنترنت الجمع بين أفراد ينتمون إلى هويات مختلفة في مجموعات تشكلت من أماكن متفرقة في أنحاء العالم، لخدمة أهداف لا يستطيعون تنفيذها على أرض الواقع.
استغلت التنظيمات المتطرفة هذه المساحة الآمنة، وحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ىساحة حرب تدور رحاها على صفحات الإنترنت، وبثت من خلالها سمومها الخبيثة في محاولة لجمع الأنصار تارة، وللترويج عن انتصاراتها الوهمية تارةً أخرى.
المراقب لنشاط التنظيمات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، يجد أنها نجحت في الانتشار والتوسع ليس على أرض الواقع بالطبع، ولكن بين ثنايا مواقع التواصل الاجتماعي، حين اتخذت من تويتر وتيليجرام واليوتيوب وباقي المنصات الأخرى ملجأ وسكناً تعبئ من خلالها عناصرها وتستقطب عناصر أخرى جديدة، باستطاعة أي منا أن يبتعد عن نشرات الأخبار والصحف، ويراقب “تمدّد” هذه التنظيمات ليفهم أنها حقاً تتكاثر كما يتكاثر البعوض في مستنقع آسن.
مئات الحسابات تنشأ يومياً لمؤيدين ومناصرين، آلاف الصور تنشر على مدار الساعة عن انتصارات ومعارك ليست موجودة على أرض الواقع، وعلى الرغم من الجهود اليومية التي تبذلها منصات التواصل الاجتماعي لمحاصرتهم وإقصائهم إلاأن تلك التنظيمات مازالت تتكاثر من خلال حسابات داعميها كبكتيريا عفنة.